كوادر مشاغل بلدية جرش الكبرى... عوافي
كتب: هشام البناء _ مدير الإعلام والتواصل المجتمعي
(رحلة الإنجاز)
إسطول من كابسات النفايات يجوب المدينة بمناطقها ليلا ونهارا... تنفذ كل مركبة منها ثلاث جولات يومية بمتوسط 110 كيلو مترا في كل جولة و بمجموع يتروح حول 330 كلم يوميا...
تذهب الكابسة محملة بأطنان من الهموم التي جمعها عمال الوطن من بين بيوتنا و احيائنا... و ترجع منهكة.
ما أن تشرق الشمس إلا وتسمع مطارق فنيي مشاغل البلدية تعالج اختلالات أذرعتها الصامدة التي عانقت كل حاوية ضمت بقايا اطعمتنا المنتنة ، و مفكات و مفاتيح بمختلف المقاسات تتفحص كل برغي بجسمها المثقل بالضغوط. و مضخات تتفحص شرايينها النازفة بزيوت تسري في أنحاء مفاصلها.
يتسلل بين ثناياها فنيّو الميكانيك بحثا عن علّة قد تؤثر بإدائها و قد تكون _ لا سمح الله _ سببا بكارثة كبيرة إن لم تحدد قبل خروجها لجولة جديدة... يخرج من تحتها متوشحا وجهه بسواد الزيوت و الشحوم، شاكرا الله انه أنهى عمله بسلامة.. و حدد موضع الخلل.
ما بين ضرورات العمل و سرعة الانجاز لضمان عودة الآليات للعمل، تجد هناك مسؤول المشتريات يسابق الريح لشراء مضخة او كبس بربيش، شراء فردة كوتشوك، بطارية، ضوء بريك ، طرمبة هواء، صينية كلتش، صباب، حرثون بريك، بلاطة. مصطلحات لا تسمعها في حياتك إلا إذا زرت ورشة الميكانيك.
روتين المشتريات و تسلسل الصلاحيات و رقابة من كل جانب تترك الآلية مركونة كمريض يئن من الألم. ينتظر الفرج لتأمين علاجه. ليخرج للحياة من جديد..
حمام آخير قبيل خروج الآلية من حفرة الزيوت يرسل في اطراف الكابسة فرحة الإنطلاق من جديد. و فحص لاحق (للتشييك) على سلامتها قبيل الوداع لرحلة ستعود لا شك منها منهكة..
معذرة زملائي في مشاغل البلدية إن كنت قد تأففت يوما من نقطة حبر لامست إصبعي... فما رأيته منكم من تحمل و صبر يجعلني أبحث في ثنايا ذاكرتي عن حرف إلصقه بحرف لتخرج كلمة تليق بجهودكم... فتضيع الكلمات قاصرة عن تقديم ما تستحقونه من ثناء ...
كتب: هشام البناء _ مدير الإعلام والتواصل المجتمعي
(رحلة الإنجاز)
إسطول من كابسات النفايات يجوب المدينة بمناطقها ليلا ونهارا... تنفذ كل مركبة منها ثلاث جولات يومية بمتوسط 110 كيلو مترا في كل جولة و بمجموع يتروح حول 330 كلم يوميا...
تذهب الكابسة محملة بأطنان من الهموم التي جمعها عمال الوطن من بين بيوتنا و احيائنا... و ترجع منهكة.
ما أن تشرق الشمس إلا وتسمع مطارق فنيي مشاغل البلدية تعالج اختلالات أذرعتها الصامدة التي عانقت كل حاوية ضمت بقايا اطعمتنا المنتنة ، و مفكات و مفاتيح بمختلف المقاسات تتفحص كل برغي بجسمها المثقل بالضغوط. و مضخات تتفحص شرايينها النازفة بزيوت تسري في أنحاء مفاصلها.
يتسلل بين ثناياها فنيّو الميكانيك بحثا عن علّة قد تؤثر بإدائها و قد تكون _ لا سمح الله _ سببا بكارثة كبيرة إن لم تحدد قبل خروجها لجولة جديدة... يخرج من تحتها متوشحا وجهه بسواد الزيوت و الشحوم، شاكرا الله انه أنهى عمله بسلامة.. و حدد موضع الخلل.
ما بين ضرورات العمل و سرعة الانجاز لضمان عودة الآليات للعمل، تجد هناك مسؤول المشتريات يسابق الريح لشراء مضخة او كبس بربيش، شراء فردة كوتشوك، بطارية، ضوء بريك ، طرمبة هواء، صينية كلتش، صباب، حرثون بريك، بلاطة. مصطلحات لا تسمعها في حياتك إلا إذا زرت ورشة الميكانيك.
روتين المشتريات و تسلسل الصلاحيات و رقابة من كل جانب تترك الآلية مركونة كمريض يئن من الألم. ينتظر الفرج لتأمين علاجه. ليخرج للحياة من جديد..
حمام آخير قبيل خروج الآلية من حفرة الزيوت يرسل في اطراف الكابسة فرحة الإنطلاق من جديد. و فحص لاحق (للتشييك) على سلامتها قبيل الوداع لرحلة ستعود لا شك منها منهكة..
معذرة زملائي في مشاغل البلدية إن كنت قد تأففت يوما من نقطة حبر لامست إصبعي... فما رأيته منكم من تحمل و صبر يجعلني أبحث في ثنايا ذاكرتي عن حرف إلصقه بحرف لتخرج كلمة تليق بجهودكم... فتضيع الكلمات قاصرة عن تقديم ما تستحقونه من ثناء ...