جرش الكبرى_هشام البناء
يشهد الوسط التجاري لمدينة جرش حالة من الأرباك و التعثر للوصول لحلول ناجعة تضمن رضى مرتاديه سواءا من التجار او المواطنين الذين يقصدونه لقضاء حوائجهم وشراء مسلزماتهم او لمتابعة معاملاتهم في المؤسسات الرسمية.
و تعتبر النظافة مرآة المجتمع التي تعكس مدى إدراك ابنائه لأهمية تعاضدهم مع البلدية في سبيل الحد من المكاره الصحية وتراكم النفايات. و هي سلوك يتوجب علينا تطويره و تنشئة ابنائنا على ضرورة الإلتزام به لما يعكسه من رقي الخلق و حسن التربية.
رئيس الغرفة التجارية د. علي دندن أشار الى عدم رضاه عن المستوى العام للنظافة في الوسط التجاري. مشيرا الى انه يتوجب على البلدية بذل مزيد من الجهود و تعزيز و تطوير طرق نقل النفايات من الشوارع بشكل يليق بالوسط التجاري والذي يستخدمه جميع فئات المجتمع المحلي. و يقصده السائح من أقصى بقاع الارض.
و نوّه دندن الى انه وبعد رفع رسوم النفايات على المحال التجارية و بعد عدة مشاورات : فأنه يتوجب أن يلمس التاجر فرقا بمستوى الخدمات وخاصة النظافة. والتي تقع مسؤليتها الان على البلدية. سيما أن التاجر يسهم الان بدفع جزء كبير من تكاليف جمع النفايات ونقلها. و أن تعاون التجار و اصحاب المحلات على قدر عالٍ من المسؤولية.
و أضاف دندن رئيس الغرفة التجارية أن النفايات الناتجة عن المركبات التي تبيع الخضار والفواكه بالوسط التجاري و البسطات العشوائية تفوق ما ينتجه عشرات المحلات التجارية المرخصة والملتزمة بدفع الضرائب والتراخيص. و أن هذه الظاهرة تشكل أرقا دائما للغرفة التجارية كممثل للتجار.
و اعرب دندن عن أمله بأن يسهم التفاهم الذي توصلت له بلدية جرش الكبرى مع اصحاب البسطات من خلال تخصيص ساحة عامة للسوق الشعبي بموقع مناسب بقلب المدينة للحد من الأعتداء على ارصفة المشاة و الشارع العام. حيث ينتظر من المؤسسات الرسمية بمختلف جهاتها أن تنفذ واجبها نحو تطبيق القانون و فرض النظام . خاصة بعد أكتمال تجهيز السوق الشعبي. مستذكرا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن.
رئيس بلدية جرش الكبرى د. علي قوقزة قال ان حملات النظافة التي تنفذها البلدية تترافق مع حملات توعوية تنفذ بالتعاون مع مختلف الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المحلي. كان آخرها بالتعاون مع مديرية تربية جرش شملت محاضرات في مختلف المدارس. و حملة أخرى بالتعاون مع مديرية اوقاف جرش التي أوعزت للخطباء بضرورة تذكير المواطنين لأهمية تعاضد المجتمع للحفاظ على النظافة.
وبين رئيس بلدية جرش الكبرى د. علي قوقزة انه سيتم توزيع ثلاثمائة و خمسون سلة نفايات تركب على الاعمدة بالوسط التجاري كاملا و شارع وصفي التل و سوق الحرف اليدوية. في حين خصص عدد منها لتوزع في الاحياء لغاية جمع الخبز فقط. قدمتها وزارة الشؤون البلديةمشكورة لعدد من بلديات المملكة ضمن سعيها لدعم و تعزيز النظافة في المدن.
و أشار القواقزة الى ان وضع الوسط التجاري لا يسمح بتخصيص مواقع للحاويات الكبيرة نظرا لكثافة المحلات و ضيق الشوارع و صعوبة مرور الكابسات اثناء ساعات النهار.
مما فرض على البلدية تفريغ السوق كاملا من الحاويات الكبيرة و اقتصارها فقط على موقعين موزعين بجنوب المدينة بالقرب من متنزه البلدية و بشمالها بالقرب من مجمع القيروان. وهذا يضاعف الجهود المبذولة من العمال لنقل النفايات لخارج الوسط التجاري.
و عبر القواقزة عن ثقته بأنه وبعد توزيع مواقع السوق الشعبي بالقرعة بين جميع اصحاب البسطات فأنه يسعى لمنع الاعتداءات على الارصفة والشوارع بالوسط التجاري و منع كافة بكبات البيع الجائلة من الدخول للوسط التجاري بما يضمن حق المسير الآمن للمشاة و النظافة الدائمة للوسط التجاري.
من جانبه دعا مدير الخدمات العامة في بلدية جرش الكبرى محمد البناء المواطنين للمحافظة على هذه السلال و استخدامها لغايات النفايات الصغيرة المناسبة لحجمها. مؤكدا ان كوادر مديرية الخدمات العامة تعمل على مدار الساعة في مختلف المناطق والوسط التجاري الذي يأمل أن نصل لنظام يخصص طرح النفايات بمواعيد ثلاثة محددة يوميا يتزامن مع موعد جولة الكابسات وبشكل يضمن بقاء السوق نظيفا. مشيرا الى ان عمال الجولات لمديرية الخدمات العامة و عمال ورش #giz ينفذون جولات اضافية للوسط التجاري والاحياء تسهم بتخفيف عبئ جمع النفايات ونقلها.
و أكد البناء الى أن النظافة سلوك يعبر عن ثقافة نحترمها ونقدرها للمجتمع المحلي. وان ديمومتها لا تتحقق بدون تعاون افراد المجتمع جميعا سواءا المحلات التجارية او السكان او مرتادي الوسط التجاري.
وبين البناء انه سيتم توزيع عربات خاصة لعمال الوسط التجاري البالغ عددهم ستة وثلاثون عاملا يعملون بواقع فترتين مزودة بصناديق منفصلة لغايات فرز النفايات عن الكرتون والورق. و ممولة من وكالة #giz الالمانية.
يذكر أن بلدية جرش الكبرى تعتبر من أكثر البلديات معاناة من تكاليف نقل النفايات لمقلع الأكيدر والتي تقدر بخمسين دينارا للطن الواحد. حيث تقطع الكابسة مسافة 70 كلم في كل رحلة. يسبقها جولة داخل الاحياء تتراوح مسافتها بين 15_30كلم في كل جولة. و تضطر البلدية لتشغيل الكابسات البالغ عددها ستة عشر (16) على مدار الساعة لتستوعب حجم النفايات المنقولة يوميا والتي يتراوح وزنها مابين 109 طن _125طن يوميا حسب فواتير قبان مقلع الأكيدر الذي يتقاضى رسوما محددة عن كل طن نفايات.